القائمة الرئيسية

الصفحات

تلبس الجن للبشر: حقيقة أم وهم؟



مقال مهم .للطبيب رياض البرعي
تلبس الجن للبشر: حقيقة أم وهم؟


إنه عالم غريب ومشوق ومليء بالألغاز، إنه عالم مخيف للبعض ويدعو للسخرية من آخرين، إنه عالم الجن الذي استغله بعض الناس ليوهموا الآخرين بأن الجن يسكن داخلهم ولديهم القدرة على التحدث معه ودعوته للإسلام وإخراجه... وإن رفض يتم إحراق الجني أو ضربه أو معاقبته... ولكن غالياً ما يعود ذلك الجني ليسكن من جديد وتتكرر المشكلة ويبقى المريض في صراع بين المعالج وبين الجني... وقد يفضّل المريض أحياناً أن يعيش مع الجني من أن يذهب مرة أخرى للمعالج بسبب الاستغلال المادي أو النفسي...

حقائق من القرآن والعلم الحديث

لا يوجد حتى الآن ما يسمى بعالم الجن حسب وجهة نظر العلم الحديث، ولكن القرآن يؤكد حقيقة وجود الجن وأنهم مثل البشر يتكاثرون ومنهم المؤمن والكافر ومنهم الصالح والظالم... ولكن الله أخفى سرّ هذا العالم عنا لحكمة هو يعلمها.

لكي نعتقد بوجود الجن ليس شرطاً أن يكتشفه العلماء لأن كثير من أسرار الكون لم تكتشف بعد مع العلم أنها موجودة، وبنفس الوقت لا يمكن للعلم أن يقدم برهاناً على عدم وجود الجن أو ينفي وجود كائنات تعيش معنا ... فالعلم لم يكتشف عالم البكتريا والفيروسات إلا حديثاً مع العلم أن هذه الكائنات موجودة قبل الإنسان بملايين السنين.

وربما يكشف العلماء حقيقة الجن في المستقبل إن أراد الله ذلك، وريثما يتم ذلك فإننا نحاول وضع تصور منطقي لهذا العالم نستند على القرآن والسنة المطهرة. فالقرآن لا يتحدث عن دخول الجن في أجساد البشر، بل يخبرنا بأن الجن مخلوقات مثلنا، وقد لا يهمها أمرنا كثيراً وقد تكون مسالمة وغير مؤذية على الإطلاق.. ولكن هناك جزء من عالم الجن الواسع وهو الشيطان الذي هو عدو للبشر.

هذا الشيطان له مهمة محددة وهي إغواء البشر وقيادتهم نحو الضلال ليكون معه في النار يوم القيامة... يدعوهم للفاحشة والكفر والإلحاد ولكن ليس له أدنى سيطرة على المؤمن، إنما سيطرته على الذي يعتقد به!

فعندما تعتقد أن الشيطان قادر على إيذائك أو أن يدخل في جسمك أو قادر على أن يرعبك... فإن ذلك سيتحقق بالفعل، ليس بسبب القدرات الخارقة للشيطان، ولكن بسبب الأوهام التي تزرعها في مخيلتك وبالطبع يغذيها الشيطان بالأفكار السيئة والمخاوف فالله تعالى يقول: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 175]. هذه هي حدود قدرة الشيطان أن يخوف أولياءه الذين يعتقدون به ولكن الله تعالى يحذرنا من خطورة ذلك ويأمرنا أن نخاف منه فقط وربط ذلك بالإيمان: (وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) فالحل هو قوة الإيمان.

حقيقة العلاج بالقرآن والمعالجين به

كثير من الناس يعاني من مشاكل نفسية لا نشك بأن الشيطان له دور كبير في تأجيجها وتعقيدها حتى تستعصي على الأطباء، ولكن المشكلة في العلاج الخاطئ. فالعلاج بالقرآن هو أفضل وسيلة للتخلص من الأمراض النفسية، ولكن ليس على طريقة بعض المعالجين إنما على طريقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

فالسيرة النبوية العطرة لا تذكر لنا بأن النبي كان يخرج الجن من أجساد أصحابه! ولم يكن صلى الله عليه وسلم يقضي وقته بقراءة القرآن على المرضى، ولم نعلم من أحاديث النبي الكريم إلا أشياء قليلة جداً حول حوادث قرأ النبي القرآن أو دعا بدعاء محدد على أحد الصحابة لشفاء مرض ما، وكان غالباً ما يعلم أصحابه أن يقرأوا القرآن بأنفسهم أو يحفظوا الدعاء عنه ليعالجوا أنفسهم، لأن القرآن نزل بالأساس لنقرأه على أنفسنا وليس على الآخرين!

فليس هناك في الإسلام مهنة اسمهما معالج بالقرآن! بل معلم للقرآن يعلم الناس كيف يحفظوا القرآن ويستشفوا به ويطبقوا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو المقصود
بالعلاج بالقرآن الكريم.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات