القائمة الرئيسية

الصفحات






الضفة .. الفصل الأخير

كتب جاد قدومي


برأيي، كل المؤشرات ذاهبة نحو إنهاء السلطة الفلسطينية بقرار إسرائيلي أمريكي دولي، إذ على الأرض، الاحتلال سحب الصلاحيات الأمنية وسيطر على كل الضفة.

وسياسيا : أمريكا وضعت نفسها علنًا حيث كانت سرًا عندما كنا نعتبرها راعي سلام، تعلن عن حق إسرائيل بالسيطرة على كل الأراضي العربية المحتلة "انتهى"




وماليًا: جففت كل المساعدات الدولية عدا بعض الفتات وبدأنا نسمع مواقف جديدة من دول أوروبية صديقة.

وإعلاميًا هناك نشاط إعلامي عبري في المدن والمخيمات يستمعون إلى هموم الناس "الاقتصادية والاجتماعية" بعيدًا عن ذكر الإحتلال، فيسمح للمراسلين الإسرائيليين بالدخول وتؤمن تحركاتهم في الوقت الذي تم اغلاق مكاتب فضائية فلسطين في القدس.



ومنذ بضع سنوات برز دور الإدارة المدنية بقيادة المنسق مُظهرًا نفسه كحاكم فعلي للضفة يخاطب الجمهور ويتفاعل معهم ويتلقى اتصالات ويحل مشكلات لمن يحتاج العلاج أو العمل، إلى جانب إشرافه على إقامة مشاريع زراعية وغيرها في الضفة إضافة إلى تحول الإدارة المدنية إلى وجهة للشباب الباحثين عن العمل، فهناك من ترك وظيفته الحكومية وذهب للعمل في الداخل.




وأعتقد أن الخطوة القادمة، ستعمل إسرائيل على سحب الكثير من السلاح الرسمي والإبقاء على بعض السلاح الخفيف لتحويل السلطة إلى إدارات محلية بسيطة في التجمعات السكنية، وتعتمد اسرائيل على أصحاب المصالح وامبراطوريات المال للسيطرة على ما تبقى من "بعض المزعجين"



ما فعلته السلطة خلال السنوات الماضية أنها اسقطت الشارع من حساباتها بل على العكس، شعبيًا هناك سخط على السلطة وسياساتها تجاه القضية، فقد تم إشغال الناس وابعادهم عن الهم الوطني .. فاستمر الاستيطان بسرعة دون أي مقاومة على الأرض، في أفضل بيئة يعمل فيها المشروع الاستيطاني وهي الهدوء، وقد وفر له.




لا حل الآن سوى ان تعود السلطة إلى الشارع ويتوقف أصحاب القرار عن ملاحقة الوهم، قبل ان نجد أنفسنا جزر صغيرة متناثرة في محيط الاستيطان الاطلسي.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات