#ترجمات_عبرية
كشف تحقيق جديد للإعلام العبري تفاصيل عن العملية الفاشلة للوحدة الإسرائيلية الخاصة التي تسللت إلى قطاع غزة قبل أكثر من عام لوضع أجهزة تنصت لاختراق منظومة اتصالات المقاومة، والتي تمكنت المقاومة من رصدها وإحباط المحاولة والسيطرة على معدات وأحراز كثيرة لها، شكّلت كنزًا استراتيجيًا، في جولة قتالية أطلقت عليها المقاومة "حد السيف".
وقال نيتسان مسؤول التحقيق بفشل العملية، إن هدف العملية كان يستحق كل هذه المخاطرة بعدد كبير من الجنود، حيث أن بمقابل المخاطرة "الأكبر من المعتاد" كان هناك فائدة أكبر من المعتاد.
وأكد رئيس أركان الاحتلال وقت العملية "جدي أيزنكوت" أنهم قد جهزوا للعملية على مدار أشهر طويلة، وأن قرار العملية تم اتخاذه -رغم المخاطرة- بسبب الهدف الذي وصفه بالكبير جدًا والضرورة الخطيرة، ويضيف تحقيق الإعلام العبري بأن التدريبات للعملية استمرت على مدار أشهر بشكل سري، حتى في داخل الجيش كانت العملية سرية.
ويشير التحقيق إلى تعاون سلاح الجو لانجاح العملية حيث دخل دائرة التجهيز بالأشهر الأخيرة قبل العملية وأطلق عليها اسم "الفاكهة الإستوائية، وبالتعاون مع عناصر الوحدة الخاصة تدربوا على السيناريو الأكثر خطورة وهو انكشاف أمر القوة في قلب غزة، حيث تدربوا على مكان الالتقاء بالقوة، ومكان القصف ومكان هبوط الطائرة.
ويتساءل التحقيق عما إذا كان ترجل مجند ومجندة ضمن القوة المتسللة للشراء من داخل بقالة قد أثار شكوكًا حول الفرقة، حيث يضيف تحقيق الإعلام العبري بأن بعد شرائهم من البقالة، كان حولهم شخصان حين تحركوا وأحدهما نظر إلى داخل السيارة وسأل إن كان بإمكانه المساعدة، وحينها أجابه أحد العناصر بالعربية إن كل شيء على ما يرام وأنهم يريدون زيارة قريبة لهم في المكان.
وفيما بعد تبعت القوة دراجتان ناريتان يقول التحقيق إن الشهيد نور بركة أرسلهما بعد إرساله الشابان لسؤال القوة، وفي لحظة ما تدخل الشهيد بركة ولاحق القوة بنفسه وطلب من عناصرة متابعة فحص المنطقة، وهنا يعترف الاحتلال بفشله استخباراتيًا حيث لم يستطع رصد التواصل بين بركة وعناصره.
ويضيف التحقيق بأن عناصر الدراجتان ذهبوا نحو القوة حين توقفت وسألوهم عن سبب مجيئهم، فأجاب الضابط "م" بأنهم ذاهبون لزيارة قريبة لهم مريضة وهي بحاجة لكرسي متحرك - حيث وضعت القوة بالسيارة مواد طبية لهذا الغرض-، ولكن العناصر لم يقتنعوا برواية الجنود وبقي الحال كذلك مدة 15 دقيقة إلى أن جاء الشهيد نور بركة وتم إنزال جميع الجنود المتنكرين من السيارة مع معداتهم، وسؤالهم بشكل منفرد، ويقول التحقيق بأنهم لم يفشلوا بالإجابة لكن أيضًا لم ينجحوا بدفع الشكوك التي تطاردهم.
وعن الفشل الذريع للاحتلال، يكشف التقرير أن غرفة القيادة المركزية التي تابعت العملية لم تشاهد أي شيء أثناء إيقاف القوة والتحقيق معها، بالرغم من توفر معدات مراقبة لديهم يمكنها بث صور مباشرة من الميدان طوال 20 دقيقة من التحقيق.
وعن فطنة الشهيد بركة، يشير التحقيق إلى سؤاله أحد الجنود عن إسم إمام المسجد الذي يصلي به، فأعطاهم اسمًا لم يتطابق مع الإسم الحقيقي للإمام حيث تحقق عناصر القسام من ذلك على الفور، وحتى الإسم الوهمي للقريبة التي اختلقوا قصة زيارتها تحقق عناصر القسام منه فلم يجدوا له أساس من الصحة.
ويضيف التحقيق بأن استجواب القسام للقوة أخذ طابعًا عنيفًا بعد عدم إقتناعهم بالأكاذيب، إذ مسك عناصر القسام بعض الجنود من قمصانهم فيما قال التحقيق بأن خبراء من القسام كانوا في طريقهم للمكان لمتابعة الاستجواب، وفي ذلك الوقت كان جنود الاحتلال يفشلون في الاتصال بقيادتهم المركزية في "تل أبيب".
ويقول تحقيق الإعلام العبري، إنّه بعد تعقد الموقف، أعطى الضابط "م" إشارة متفق عليها لمسؤول القوة الضابط "أ" للتعامل الفوري مع الموقف، لكنه لم يتصرف على الفور ولم يطلق النار.
وبعد 20 دقيقة من الاحتجاز وصل إنذار لقيادة العملية في كيان الاحتلال لكن معدات المراقبة زودتهم بصور فقط دون صوت، وحين تم إعادة أغراض القوة إلى السيارة ظن قادة العملية بأن الأمور تسير على ما يرام وسيخرجون من الموقف.
وعند الساعة 08:50 مساءً قرر الشهيد نور بركة فصل الضابط "م" عن باقي الوحدة، وأخذ باقي الجنود لإجراء تحقيق في موقع للحركة، حيث ركب أحد عناصر القسام في السيارة لقيادة القوة، لكن الجنود أحدثوا عطلًا فيها قبل صعوده، وفي لحظة ما تمكن الضابط "أ" من الاتصال بقيادته وأبلغهم "ننتقل لحادث عنيف" وعند الساعة 08:54 أعطى الضابط "م" الإشارة مجددًا للتعامل مع الموقف.
ويشير التحقيق بأن الضابط "م" افتعل حركة ما للفت انتباه عناصر القسام ليتمكن الضابط "أ" والجنود في المركبة من التعامل مع الموقف وإطلاق النار وهو ما حدث بالفعل.
تعليقات
إرسال تعليق