القائمة الرئيسية

الصفحات







رحلتي إلى القمر


كنتُ في رحلة للقمر

لألتقيَ القدر...

وحين وصلت باب داره

نزل المطر

دخلت حديقة أيّامه

حيث يزهر العمر

قرنفلة...

و كلمة يخشاها القمر

سألته أيها الصديق الحائرُ...

لمّ البكاءُ والدهر مَرّْ..!

ولك أخوة بالنور و السطر..!

وتبكي بكاء النساء

نياحا حتى الفجر..!

فقال : أنا في غربتي

قهر وموت وشر

و قصائد الشعر فيّ غزل

وأنا ترابٌ ناشفٌ

يختصر التبسّم والنظر

وليس لي حبيبٌ

إلا العقول التي

ذابت حين أطالت السهر

إني كائن غريبٌ عن قصتي

كذبٌ هو السمر...

لا ضياء لي سرقتهُ

حين تسمح لي تلك البهيّة

ببعض الشرر

وأنا غائبٌ في متاهتي

بانتظار و صبر

فلا تقف يا عاشقا...

عند سهرتي

اتركني لحزني الطويل

و جريرة القدر..!

سيحملني إليها

ذاك الحنين

ليُشرقَ فوق أرضها

قدسٌ وجود الحياة

حين يبخلُ الشوقُ

ويشتدُّ البطر

أنا لست الإله...

إنما حجر على حجر

فلا تعبدوني عشاق الصبّا

تلك أكذوبة الهواء

حين فيه علق المطر

بردتُ حين جاء الشتاء

و الدفءُ حينها شهوتي

لا العشق يُهديها

لقاصر النظر

غب قليلا في جبّه...

لنحيا من جديد

بين ربوع القلوب...

أنوار السماء

تُضيء بقايا القدر

ولو قلبٌ دقّ لحبيبه

ماذا يفيدُ الحذر..!


نادية سعادة 
اللوحة للفنان الفلسطيني إسماعيل 
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات