البكتيريا الضارة تسبب أمراض الإضطرابات الهضمية
إكتشف علماءٌ من جامعة ملبورن للمرة الأولى أن التعرض للبكتيريا الضارة التي تحاكي الغلوتين يمكن أن تربك الجهاز المناعي وتسبب بأمراض الاضطرابات الهضمية لدى الإنسان.
وتثير النتائج إمكانية استخدام البروبيوتيك أو تطوير لقاحٍ للوقاية من هذه اللأمراض، حيث تعيش بعض البكتيريا المشتبه بها بشكلٍ طبيعي في أحشاءنا، الأمر الذي قد يفسر سبب استمرار مرضى الاضطرابات الهضمية في المعاناة حتى بعد القضاء على الغلوتين من نظامهم الغذائي.
ويقول الدكتور هيو ريد الباحث بجامعة موناش الذي قاد الدراسة متعددة المعاهد: "هذه هي المرة الأولى التي نظهر فيها آليةً محتملة لسبب تورط الميكروبيوم في بدء هذه الأمراض المعوية المزعجة".
وبالنسبة لورقة البحث التي قام بها الفريق، والتي تم نشرها في مجلة Nature Structural and البيولوجيا الجزيئية هي دليلٌ دامغ لنظرية التقليد الجزيئي، ولكن لا يزال هناك الكثير من الأسئلة التي يجب الإجابة عليها حول هذا الأمر والعلاقة السببية بين هذه البكتيريا والاضطرابات الهضمية.
ومن تلك الأسئلة التي تحتاج للإجابة وفقاً للعلماء، أنه إذا كانت هذه البكتيريا المحاكية تعيش في أحشاء الكثير من الناس، فلماذا لا يصاب كلٌ من الجينات الحساسة بمرض الاضطرابات الهضمية؟
حيث يقول الدكتور ريد أن الإجابة قد تكون متعلقةً بعدد البكتيريا الموجود داخل الجهاز الهضمي للشخص، وهو أمر يختلف من انسان لاخر، حيث أن الجهاز المناعي يتسامح ببساطة مع عددٍ صغيرٍ من البكتيريا التي تحتل أحشاءنا، ولكن إذا كان هناك الكثير، سيبدأ الجهاز المناعي بمهاجمتها مما يسبب الاضطرابات.
وهذا يفسر لماذا أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يصابون بمرض الاضطرابات الهضمية يميلون إلى أن يكون لديهم ميكروبيوم غير طبيعي في أمعائهم.
كما ويرتبط استخدام المضادات الحيوية، التي تقتل البروبيوتيك السليمة وتفتح المجال أمام الضارة لتزدهر وتطور أحد أشكال أمراض الاضطرابات الهضمية، وربما هذا يسمح لعددٍ من البكتيريا أن تنمو بشكلٍ مرتفعٍ بما يكفي لتحريك المرض.
وفي هذا الصدد يوضح الدكتور ريد: "هناك الكثير من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها، لكننا مهدنا الطريق لتطوير استراتيجياتٍ للوقاية من هذا المرض، حيث يمكننا تطعيم الأشخاص ضد هذه البكتيريا، أو ربما استخدام البروبيوتيك الصحي في مجابهتها".
تعليقات
إرسال تعليق