القائمة الرئيسية

الصفحات



هل سليماني ضحية عدم الرد على الاعتداءات؟








جرت عادة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني على القيام باعتداءات على العديد من الأهداف العربية والإيرانية من أشخاص ومنشآت دون أن تقابلهما الجهات المعتدى عليها بردود مناسبة. وكل ما كان العربي والإيراني يسمعانه انحصر بالوعيد والتهديد والإدانات الفارغة بالردود المناسبة دون أن تحصل ردود فعلية.

وفي هذا ما كان يشكل رسائل طمأنة للصهاينة والأمريكيين بأنه بإمكانهم الاستمرار في اعتداءاتهم دون أن يتعرضوا لأخطار، كم من مرة هاجموا سوريا، وقتلوا علماء إيرانيين، وهاجموا منشآت وسفنا وطائرات دون أن يمسهم سوء.




القاعدة التي يجب أن تحكم التعرض للاعتداءات هي ببساطة: الرد مهما كان مكلفا أفضل من عدم الرد. عدم الرد يقود إلى التمادي في الاعتداءات، وإلى هبوط في معنويات الناس الذين يتعرضون للعدوان، وإلى تدني حماسهم الوطني وانتمائهم. إنه يجر أضرارا كبيرة إلى جانب الأضرار التي يسببها العدوان. أما الرد ولو بخسارة فيعطي العدو درسا بأنه لن يكون في مأمن إذا اعتدى، وهذا بحد ذاته يشكل ردعا للعدو فيفكر مرارا قبل أن يكرر اعتداءاته.

سليماني شهيد كبير وعبقري وصاحب عقلية عسكرية فذة، ومن المعروف أنه كان متابعا من قبل عدد من الدول العربية ومن قبل العدوين الصهيوني والأمريكي، وكان كل هؤلاء الأعداء يتابعونه ويراقبون تحركاته لينالوا منه، ولم يتردد الأمريكيون في الهجوم عليه حالما سنحت فرصة اغتياله. ولو تعلم الأمريكيون والصهاينة درسا في السابق بأن الرد سيكون قويا وسريعا على أي اعتداء لما أقدموا على أكبر احتمال على عملية الاغتيال. لم تتحل الجهات العربية والإيرانية في السابق بالشجاعة الكافية للرد على الاعتداءات ففتحت الأبواب لتهديد حياة العديد من القادة العسكريين. فقط هي المقاومة الفلسطينية في غزة والمقاومة اللبنانية إلى حد كبير تقوم بالرد شبه الفوري.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات