سليم بركات ..والانحراف عن الخط السليم
مراد السوداني / شاعر وكاتب فلسطيني
للصداقة والصديق
ما زال دخان الحبر عالياً لفيلسوف الشعراء وشاعر الفلاسفة أبي حيَّان التوحيدي.أحرق قرابة أربعمائة كتاب حتى لا ينتفع بها الناس حنقاً وغضباً على زمانه وأهله وما أصابه من فاقة وقلة تقدير من أولي الأمر ومن يجالسهم من علية القوم والوزراء.ومما نجا من لسان النار كتاب"الصداقة والصديق" وكان لدى بعض الوراقين.
الشاهد هنا في جوهر مفهوم الصداقة والصديق وسياقهما الأجلّ.
ما كتبه الشاعر والكاتب سليم بركات الذي لا يشكك أحد في حمولته اللغوية والمعرفية وسياقه الجمالي الذي كسره قبح ما ورد عن المنشد الجماعي محمود درويش فيما أذاعه من سر (إن كان صحيحا) بما يصيب الصداقة وضميرها في مقتل.
فضح السر في هذا التوقيت وتحديدا في صحيفة القدس العربي يستدعي التوقف،لماذا هنا والآن؟! القدس العربي وما أدراك!؟
درويش أحد النماذج المعرفية الجمالية الكونية التي نحرص عليها وعلى موروثها الشعري من الخلخلة في زمن الرمل ورمَّالي الكتابة.
ثمة من يريد ويسعى لكسر النموذج في مختلف سياقات الرواية الفلسطينية.
قدّم درويش وتقّدم بسليم بركات ومنحه الكثير ،فهل حسناته عُدَّت عليه مثالبا كما قال الشاعر العراقي عبد نور داود.
كان على سليم أن يكون سليم النوايا في التذكر المرّ.
وأن يحفظ لأبي سليم الفلسطيني فضائله وعطاياه،
وكشف السر لا يقدم جديدا للمشهد الثقافي سوى فتح جرح المروءة التي غيبها سليم بركات.
لوخلت مقالة بركات من كشف سره لكان له ما أراد.
أما وقد نال من الصداقة وجوهرها بقول ما لا ينقال فذاك لعمري سقطة لا تمحى.
وعليه أن يعتذر إقفالاً لهذا النقاش الذي تلقفته العربي الجديد بلؤم وقلة وفاء.
ولو كان الشاعر الراحل أمجد ناصر حياً لما قبل هذا التردي والسقوط في اللحظة.
الوفاء رأس الفضائل .والمروءة رمح الرجولة الأشد والأمضى.
وعلى سليم الاعتذار حتى لا تضيع المروءة بين العرب.
الذين ابتلعهم زمن الرمل.
فهذا لا يليق بشاعر مكين وصداقة وسيعة والأجدر بها جمرة الوفاء اللافحة.
"بَسِّ الوفا عَ الحُرّ"
تعليقات
إرسال تعليق