القائمة الرئيسية

الصفحات

وللحياة بقية..
عبد الكاظم العظيمي /كاتب وقاص عراقي 
في ساعات العصر المشؤومة لذلك اليوم.كنت انتظر دوري في تسليم اسلحتي كما امر احد الضباط والذي لم اكن اعرف رتبته .يقال انه رتبة متوسطة.قدمنا الى مشجب الاسلحة.وسط صيحات كلمات نابية لم نالفها من قبل.للعلم لم اتعلم بعد..كيفية مسك السلاح او حتى الرمي مفردا او صليا..كما تم شرحه لنا مسبقا..
...استقبلت اتصال هاتفي من والدتي..لاتحزني ياوالدتي نحن بين اخوتنا ..يتكلمون مثلنا وجوهم تشبه وجوهنا كثيرا..هم اخوتنا في الوطن...قبل ان يتم مصادرة اجهزتنا..
...سرنا باتجاه النهر وكاني اتذكر مقولة الناس تسير والمنايا تسير معهم..
..النهر يجري لمستقر له..الغروب يقترب والشمس تسحب اخر خيوطها الذهبية..شغلتنا صيحاتهم دون النظر الى افول الشمس وغروبها الاصيل..
...قف..ابرك ..نم على بطنك .اغمض عينيك..امر باطلاق الرصاص..انهمر كالمطر.فوق الوجوه والجباه واهات وصرخات وندبات..
...رصاصة غادرة اطلقها شخص لايتكلم العربية او هكذا بدى..بامر من احدهم..قاربت جسدي النحيل..
...انتهى اطلاق الرصاص..وغفى الجميع اغفاءة ابدية..
..حملت نفسي حينها ..تدحرجت نحو حفرة صغيرة.ولازلت شبه مغمض العينين..خوفا ورهبة..
..حمدت الله في سري ..اعضاء جسمي يبدو انها لم تصب باذى..
..ارواح الشهداء تصعد الى بارئها زرافات زرافات..واكاد ارى ذلك بام عيني..وصوت ما..
..اسمعه ولن اتمكن من رؤيته..اتركوه..
...فللحياة بقية..
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات