العلاج بالشعوذة
بقلم أ.جلال طحينة
منذ فجر التاريخ كان القدماء يظنون أن روحا شريرة قد حلت في جسم المريض فتسببت له بالأعراض المرضية سواء كانت جسدية او نفسية .وأن العلاج يكمن في طرد الأرواح الشريرة .كان ذوي المرضى يذهبون للدجالين والمشعوذين بهدف علاج الحالات المرضية .
مع التقدم الطبي ظهرت أسباب الأمراض الجسدية وتم تقسيمها إلى أمراض وراثية وأمراض وباءية وأمراض عضوية وتم تقسيم كل منها إلى مجموعة لا منتهية .وصار العلاج ممكنا لكل حالة منها .ولا زلنا نرى من يلجأ الى المشعوذين .
وتقدم الطب النفسي واصبحت الامراض النفسية تعالج تماما كما الامراض الجسدية بعد مراحل التشخيص من تحاليل طبية وصور اشعاعية وتخطيط الدماغ وفحص الجهاز العصبي .
الغالبية العظمى من الناس لا تؤمن بوجود الامراض النفسية وتعيب التوجه للأطباء النفسيين رغم ان الحاجة للعلاج والتوجيه .نرى الكل يبحث تارة عن مشعوذ يعالج بالقرآن ومشعوذ آخر يعالج بالسحر والتواصل مع الجن وغيرها والنتيجة تزداد الحالات سوءا ويصاب معها أفراد من نفس العائلة نتيجة الوهم والخوف وفقدان الثقة بمن حوله .
أجد لزاما علي أن أوضح حقائق لا يجوز ان نتجاوزها.
* الامراض الجسدية لا تعالج إلا بواسطة الطبيب وبعد التشخيص الدقيق يحدد الطبيب خطة العلاج و مراحله .
* الامراض النفسية غالبا ما تحتاج لفترة أطول من التشخيص والعلاج حتى تؤتي أكلها وبواسطة الطبيب النفسي .الذي يضع خطة العلاج و مراحله بعد دراسة متأنية للحالة ومحيطه من الأشخاص والعادات والتجارب التي مر بها المريض ...
* القرآن الكريم علاج لحالات الاكتئاب والخوف وكثير من المشاكل النفسية مصداقا لقوله تعالى " وننزل من القران ما هو شفاء للناس ورحمة " ولكن وهذا مهم جدا ان العلاج بالقرآن يكون من خلال الشخص نفسه ومن خلال المحيطين به وليس من خلال آخرين امتهنوا الدجل والكذب .ومع كل هذا أنصح أن يتزامن قراءة القرآن مع الخطوات العلاجية الطبية الحديثة من خلال الطبيب النفسي .
*السحر والشعوذة والعلاج بالجن محض كذب ودفع أموال باهظة للصوص في الوقت الذي تتضاعف أحوال المريض سوءا لعدم التوجه الصحيح للعلاج .والسحر والشعوذة لا نراه راءجا إلا في المجتمعات المتخلفة .
اكبر كذبة صنعها الانسان لنفسه
ردحذف