دعمنا المالي لقادة اجهزة الامن الفلسطينية مستمر وهم البديل الابرز لعباس
بسام ابو شريف/ رأي اليوم
في ظل احتدام الصراع داخل الولايات المتحدة بين العنصريين والمعادين للعنصرية ، وفي ظل تأثير هذا الصراع الداخلي بين المتمسكين بدستور الولايات المتحدة ، والمستغلين لهذا الدستور ” والحقوق المدنية ” ، لتعميق سيطرة العنصريين على الولايات المتحدة قام بومبيو بزيارة لتل ابيب ، والتقى بنيامين نتنياهو وغاتس بعد أن نالت حكومتهما “الطوارئ ” ، ثقة البرلمان العنصري الاسرائيلي ، فماهي أهداف هذه الزيارة ؟
لابد أن قيام بومبيو بهذه الزيارة في ظل الظروف التي ذكرنا له مبرراته القوية من ناحية ومن ناحية اخرى لاشك أن مثل هذه الزيارة تمت بقرار مباشر من الرئيس ترامب .
نعتقد أن هدف الزيارة ، هو الطلب من الحكومة الاسرائيلية تأجيل تنفيذ ضم الضفة الغربية – وقد يكون أيضا الطلب بعدم فرض السيادة الاسرائيلية على المستوطنات التي أقامتها اسرائيل في الضفة الغربية ، ولم يأت هذا الطلب تحت عنوان ” الغاء الضم ” ، بل تأجيل الضم .
وشرح بومبيو للمسؤولين الاسرائيليين استراتيجية واشنطن ، التي تركز هذه الأيام على سوريا لخنق اقتصادها عبر قطع شرايين تنفسها اللبنانية ، وحدد بالدقة ” القطاع المصرفي ” ، أو البنوك وذلك عبر نادي البنوك ، الذي يقود عملياته حاكم المصرف المركزي اللبناني – كما شرح لهم أنهم بصدد تشديد الخناق على ايران وحزب الله عبر تكتيكات التفاهم مع الحكومة العراقية ، وتحريض الشارع اللبناني من خلال اتفاق أبرم برعاية سعودية بين جعجع وسعد الحريري ووليد جنبلاط ، وان الهدف هو تحريك الشارع لخلق حالة من المعارضة والفوضى واشعال الحرائق لتطويق النظام السوري ، ولتطويق حزب الله ، وأبلغهما أن السعودية والامارات بشكل خاص ، ودول الخليج بشكل عام ( وهي الدول التي تطبع مع اسرائيل لخلق جبهة مناهضة لايران وأدواتها ) ، تمول هذه العمليات وان المسؤول في لبنان هو جعجع حليف اسرائيل ، وان المسؤولين في العراق عن تطويق النفوذ الايراني هم من المسؤولين الذين تربطهم بواشنطن علاقات ” حميمة قديمة ” .
وخلص بومبيو الى القول بأن ترامب يرى ضرورة تأجيل التنفيذ ، وذلك لتمهيد الطريق لاعادة السلطة الى المفاوضات في ظل الايحاء بأن موقف الرئيس عباس هو الذي ” أجبر ” ، اسرائيل على التراجع !! ، وضحك بومبيو هنا قائلا : ونحن نعلم أنه ليس كذلك ، وشرح بومبيو لنتنياهو ان علاقات واشنطن مع المخابرات الفلسطينية هي اوتوستراد علاقة واشنطن مع عباس ، وانه ملتزم بابقاء ” الاتفاق والتنسيق الأمني ، ووعد بعدم السماح لأي مظاهرة بالاحتكاك مع الاسرائيليين والتزم باعتقال أي ارهابي ، وايصال المعلومات لاسرائيل حول أي عملية يخطط ارهابيون للقيام بها داخل اسرائيل ” ، وأضاف بومبيو : ” المهم هنا أن تأجيل الضم سوف يحول المفاوضات بين عباس واسرائيل الى مفاوضات حول الضفة الغربية وهذا قبول غير معلن ، وغير مثير لصفقة القرن التي كانت قد تركت للمفاوضات تحديد ماستضمه اسرائيل من الضفة الغربية ” .
وأبلغ بومبيو نتنياهو أن واشنطن لم تنقطع عن دفع الموازنة المقرة للمخابرات الفلسطينية وانهم خصصوا مبالغ ” خاصة ” ، للمسؤولين عن التنسيق الأمني والمخابرات كمكافآت لهم على جهودهم اضافة للموازنات ، وأضاف بومبيو : ان واشنطن بصدد ابراز هؤلاء سياسيا واعلاميا كنوع من الاستثمار المستقبلي ، ذلك أن عباس هرم كثيرا .
لاشك لدي أن هذه المعلومات ، أو جزء منها قد تصل لحلفاء اميركا في الجزيرة والخليج ، وان حضور وزير الدولة الاماراتي “قرقاش”، مؤتمر يهود اميركا لالقاء كلمة يندرج مع مقال سفير الامارات يوسف العتيبي في يديعوت احرونوت يندرجان ضمن الخطة الاميركية للايحاء بأن الدول المطبعة ساهمت في وقف تأجيل ضم الضفة الغربية ، والأمور لن تسير في اسرائيل ” سمن وعسل ” ، فقد هيأ ننياهو جمهوره ونجاته من العقاب وحكومة الطوارئ لضم الضفة ، وسيخلق له تأجيل الضم مشاكل هو في غنى عنها لذلك اشترط الشروع في المفاوضات قبل اعلان تأجيل الضم ، وهذا ما يجري الآن ويقوم بتسخين حلبة المفاوضات المسؤولان عن التنسيق مع اسرائيل .
وتشير أوساط المقاطعة الى أن التغييرات والاعفاءات والتعيينات والترفيعات التي تتم ” تم جزء منها ” ، في المقاطعة هي أيضا من الخطوات المهمة للمفاوضات المعلنة ، ويقول مقرب من الرئيس : لقد أصبح مكتب الرئيس محصورا ومحاصرا من مسؤولي المكتب ، وان عددا كبيرا من أعضاء اللجنة المركزية منعوا من رؤية الرئيس عباس من قبل المسؤولين عن مكتبه ، وان اقالة مسؤول حراساته وآخرين لهما علاقة أيضا بتوصيات من مسؤولي مكتبه وهنالك اتهامات بتسريب وثائق خطيرة حول مخالفات مالية تصل الى حد الخيانة .
وسألنا من قبل ونسأل الآن : اذا كان هذا هو الحال ، فلماذا تحاول المنظمات الفلسطينية تبرير عدم تحركها ضد صفقة القرن بموقف السلطة ؟
ان ما يجعل مخطط ترامب ينهار ، هو التحرك بمسار مضاد لمسار مخططه وقبول البعض به لقد أعطى بوش الضوء الأخضر لاغتيال الرئيس ياسر عرفات بعد أن تأكد من وجود بديل حازم يرفض الارهاب ، ومستعد لاعتقال وملاحقة الارهابيين وتنسيق ذلك مع اسرائيل وألقى بوش حينها خطابا أعلن فيه وقف التعامل مع ياسر عرفات لأنه عقبة في وجه السلام ، ودعا الفلسطينيين لانتخاب رئيس جديد يريد السلام ، ويلتزم بمحاربة الارهاب .
( التفاصيل المثيرة لما دار في واشنطن بين شارون وبوش حول اغتيال ابو عمار ستصدر في كتابي الجديد الذي سيصدر في بيروت ، ويتناول من قتل ياسر عرفات).
المصدر
رأي اليوم
المصدر
رأي اليوم
تعليقات
إرسال تعليق