المشهد المثير
في رحلة (الشيوعي الأخير)
في رحلة (الشيوعي الأخير)
سميح محسن /شاعر فلسطيني
فصلٌ مثيرٌ
سوفَ يكتبُهُ الشيوعيُّ الأخيرُ
قبيلَ اسدالِ الستارةِ
وانصرافِ مهندسِ الديكورِ والمتفرجين
..........
مقهى على طرفِ الرصيف،
نقرٌ خفيفٌ
فوقَ طاولةٍ من الخشبِ المعتّقِ
نادلٌ يستأذنُ الروّادَ
يغلقُ ما تبقى من شبابيك المكان،
مدنٌ منَ الأضواءِ تجذبنا إليها
(ليست لنا)
مدنٌ لنا، ضاقت علينا
مدنٌ لنا (لكنّها (ليست لنا)
قال الشيوعيُّ الأخيرُ سأقتفي أثرَ الضليل.
................
{{الليلُ خمرٌ}}
وغداً نهارٌ مختلف،
في الفجرِ سوف أشرِّعُ الأبوابَ
لا دربٌ سيأخذني إلى بغدادَ
أو بيتي العتيقِ بأبي الخصيب..
ماذا سأفعلُ في الجنوب؟
لم يترك السيّابُ أغنيةً على شطِّ العرب،
لمْ يكملْ بريكانُ رسمَ ملامحِ البدويّ
حين أغتيلَ في بيتٍ فقير في الزبّيرِ
ولم يؤبِّنهُ أحد
نخلُ الجنوبِ مظلّلٌ بالليلِ
مرويٌّ بماءٍ مالحٍ
ماذا سيأخذني إليه؟!
................
{{ (يا) أَيُّـهَـا الـلَّـيْـلُ الـطَّـوِيْــلُ ألاَ انْـجَـلِ}}
حُلُمٌ يخاتلني لأغرقَ في التفاصيلِ الصغيرةِ للقصيدةِ
أم أنّهُ الكابوسُ يأخذني إلى شبهِ الجزيرة،
رملٌ، هو الصحراءُ، أم بحرُ القصيدة،
مدنٌ من الأملاحِ كاذبةٌ، وجاذبةٌ، وطاردةٌ،
لكنّها مدنٌ تلاحقُنا، وتصفعُنا
ذهبتُ إلى هناكَ فلم أجدْ
جدي الضليلَ يفاضلُ الشعراءَ في سوقِ المِجَنّةِ،
والمجازِ، ولا عكاظ...
................
قال الشيوعيُّ الأخيرُ بأنه ما عاد ينطق عن هوى
حُلُمٌ إلى سفرٍ طويلٍ سوفَ يحملُه من المدنِ الغريبةِ
من مقاهيها
إلى مدنٍ يشاركها حروفَ الأبجديةِ
لا معانيها
يُمنّي النفسَ عودتَه لمملكةٍ بناها الحارثُ الكنديُّ (جدُّ الجدِّ)
لم يعثرْ على أثرٍ لموقدهِ
أمامَ مغارةٍ في حضرموت...
................
{{لا بدَّ من (عدنٍ) وإن طالَ السفر}}
عدنُ التي كانتْ،
فهلْ ينسى الشيوعيُّ الأخيرُ الساحلَ الذهبيَّ في عدنِ التي احتضنته يوما
قاسمتهُ رغيفَها المغموسَ في عرقِ الرفاقِ
وهم يصدونَ المكائدَ عن محاولةِ الخروجِ على القبيلةِ
(فكرةً كانت تسابقُ عصرّها نحوَ الحداثةِ، والعدالةِ، أُجْهِظَتْ في مهدها)
هل لم يشاهدْ طفلةً سلبتْ براءتَها الصواريخُ التي سقطتْ على أعتابِ منزلها،
ولا أطفالَها الجوعى
مدارسَها التي اختلطت حجارتُها بأشلاءِ الطفولة.
.............
يا أيّها الأممي كيف تبيع فكرتَنا النبيلةَ للقبيلة ؟!!...
سوفَ يكتبُهُ الشيوعيُّ الأخيرُ
قبيلَ اسدالِ الستارةِ
وانصرافِ مهندسِ الديكورِ والمتفرجين
..........
مقهى على طرفِ الرصيف،
نقرٌ خفيفٌ
فوقَ طاولةٍ من الخشبِ المعتّقِ
نادلٌ يستأذنُ الروّادَ
يغلقُ ما تبقى من شبابيك المكان،
مدنٌ منَ الأضواءِ تجذبنا إليها
(ليست لنا)
مدنٌ لنا، ضاقت علينا
مدنٌ لنا (لكنّها (ليست لنا)
قال الشيوعيُّ الأخيرُ سأقتفي أثرَ الضليل.
................
{{الليلُ خمرٌ}}
وغداً نهارٌ مختلف،
في الفجرِ سوف أشرِّعُ الأبوابَ
لا دربٌ سيأخذني إلى بغدادَ
أو بيتي العتيقِ بأبي الخصيب..
ماذا سأفعلُ في الجنوب؟
لم يترك السيّابُ أغنيةً على شطِّ العرب،
لمْ يكملْ بريكانُ رسمَ ملامحِ البدويّ
حين أغتيلَ في بيتٍ فقير في الزبّيرِ
ولم يؤبِّنهُ أحد
نخلُ الجنوبِ مظلّلٌ بالليلِ
مرويٌّ بماءٍ مالحٍ
ماذا سيأخذني إليه؟!
................
{{ (يا) أَيُّـهَـا الـلَّـيْـلُ الـطَّـوِيْــلُ ألاَ انْـجَـلِ}}
حُلُمٌ يخاتلني لأغرقَ في التفاصيلِ الصغيرةِ للقصيدةِ
أم أنّهُ الكابوسُ يأخذني إلى شبهِ الجزيرة،
رملٌ، هو الصحراءُ، أم بحرُ القصيدة،
مدنٌ من الأملاحِ كاذبةٌ، وجاذبةٌ، وطاردةٌ،
لكنّها مدنٌ تلاحقُنا، وتصفعُنا
ذهبتُ إلى هناكَ فلم أجدْ
جدي الضليلَ يفاضلُ الشعراءَ في سوقِ المِجَنّةِ،
والمجازِ، ولا عكاظ...
................
قال الشيوعيُّ الأخيرُ بأنه ما عاد ينطق عن هوى
حُلُمٌ إلى سفرٍ طويلٍ سوفَ يحملُه من المدنِ الغريبةِ
من مقاهيها
إلى مدنٍ يشاركها حروفَ الأبجديةِ
لا معانيها
يُمنّي النفسَ عودتَه لمملكةٍ بناها الحارثُ الكنديُّ (جدُّ الجدِّ)
لم يعثرْ على أثرٍ لموقدهِ
أمامَ مغارةٍ في حضرموت...
................
{{لا بدَّ من (عدنٍ) وإن طالَ السفر}}
عدنُ التي كانتْ،
فهلْ ينسى الشيوعيُّ الأخيرُ الساحلَ الذهبيَّ في عدنِ التي احتضنته يوما
قاسمتهُ رغيفَها المغموسَ في عرقِ الرفاقِ
وهم يصدونَ المكائدَ عن محاولةِ الخروجِ على القبيلةِ
(فكرةً كانت تسابقُ عصرّها نحوَ الحداثةِ، والعدالةِ، أُجْهِظَتْ في مهدها)
هل لم يشاهدْ طفلةً سلبتْ براءتَها الصواريخُ التي سقطتْ على أعتابِ منزلها،
ولا أطفالَها الجوعى
مدارسَها التي اختلطت حجارتُها بأشلاءِ الطفولة.
.............
يا أيّها الأممي كيف تبيع فكرتَنا النبيلةَ للقبيلة ؟!!...
(27 حزيران/يونيو 2020)
كيف ..
ردحذفأصدقائي الأعزاء في موقع رام الله الثقافي
ردحذفصديقي العزيز خالد فحل...
شكراً من القلب على نشر هذه القصيدة...
دمتم، ودامت بلادنا وشعبنا بألف خير