القائمة الرئيسية

الصفحات

من يوميات الوباء: (تداعيات الذكريات السيئة - الجنة بعشرة قروش..!!) :


من يوميات الوباء: (تداعيات الذكريات السيئة - الجنة بعشرة قروش..!!) :
عبد الرحيم زايد
ال(NGOs) الثقافي وجرائم الجهل والطمع ..!!
( أنا كالسلماندر،اتكيف في كل الظروف) .... من إيجابيات الحجر الوبائي، أنه فسحة للتأمل. ففي طفولتي، في مرحلة التدين-وكل طفل يمر بمرحلة تدين إجبارية وضرورية- كنتُ من أتباع السلفية، ومن مصلي مسجد عمر(على فكرة: خطيرة وملفتة كل مساجد عمر،حيثما وجدت..!!) المهم، أنني كنت ولا زلت مأخوذاً بفكر أبن تيمية(حتى بعد علمانيتي)، وليس هنا مقام الدفاع عنه. ومما ذكرني فيه اليوم، مقولته التاريخيه(إن حبسوني فحبسي خلوة،أو أخرجوني فخروجي سياحة أو قتلوني فقتلي شهادة). وهنا جزئية أن الحجر، هو خلوة ومساحة للتأمل أخياناً.
وبينما أتأمل حالتي، تذكرت صديقي(خضر)، كان زميل وصديق فقير، يقيم في مخيم الوحدات، ولم نكترث أو ننتبه يوماً أننا كلما زرناه في بسيتهم البسيط، كنا نجلس على فراش ممزق وعتيق ومثقب، وحال لونه مع مرور الزمن-رغم لمسة الأم والأخت الأنثوية في دارهم-تلك اللمسة التي تشي بالأناقة والترتيب مهما كانت حالة الفقر!. لم نكترث يوما لفقره ولا حتى هو، ولم نخجل يوما به أو منه أو بفرشته التي لا زلت اذكر لونها ونقوشها. ظل هذا حالنا من السعادة، حتى فرضت علينا الحياة مصادقة بعض موسرين من زملاء الكلية، ولأن خضر وعائلته الصغيرة مضيافيين واجتماعيين ودافئين ودائمي الإبتسام والفرح بأي ضيف أو صديق، فقد ظل على دأبه أن يجعل بيته مستقرنا وفسحتنا ومكتب عملنا في كل مخططات حياتنا وتآمراتنا الحزبية لأننا كنا كلنا مشاغبين. فقد ظل على دأبه فبات يذهب معنا اصدقاءنا الموسرين. وهنا بدأت الذكرى الحزينة. قال الأول مستغلا غياب خضر لإحضار الشاي، وهو يقلب عينيه في البيت وعلى الفراش: يا الله، مساكين كم هم فقراء، أنظروا إلى الفرشة كيف أنها عتيقة وممزقة ومثقوبة!!..(وكانت تلك أول مرة نتنبه فيها لتلك الفرشة..!!).
(بوعيي الحالي، أعتقد بأنهُ هذا كان ممن يريدون دخول الجنة مجاناً,, فقط بإثارة أو أظهار التعطاف، وأظن بأن هذا هو الأكثر قبحاً ..!!)
وقال الثاني من الموسريين: كم هم وفراشهم مساكين!؟.. أعتقد بأننا يجب أن نساعدهم، فكم ثمن أبرة الخياطة والخيط..!؟ لنشتري لهم أبرة وخيط ليصلحوا الفرشة التي نجلس عليها..!!
.... وهنا قال بعض سحيجة: آه والله في ميزان حسناتكم هذهِ الأعمال، فلعل الله يتقبل منا جميعاً.... ( وبوعيي الحالي، أظن بأن هذا من النوع الذي يريدُ دخول الجنة ب(عشرة قروش) هي ثمن الأبرة والخيط في ذلك الوقت.. وأظنه أشد قبحاً من الأول، لأن هذا سوف يجادل الملائكة والرب، كلما ثقلت ذنوبه، وسيصرخ بأعلى الصوت: لقد دفعت عشرة قروش لأدخل الجنة ..!!) يعني، سيكون وقحاً في الدنيا والآخرة بالعشرة قروش.
وقال ثالث: ما رأيكم، لو نعطيهم العشرة قروش وهم احرار في شراء الأبرة والخيط، سنعطيها لخضر حين يرجع..!!
وسحج المسحجون الأشباه: نعم نعم. فهذا أفضل، وعلى الأقل هم ادرى بأولوياتهم..!!
(( بلا شك، بأن هذا هو الأبشع، والأكثر قبحاً، لأنه فوق الوقاحة امام الرب في الأخرة، يريد أن يكون وقحاً في الدنيا، ولو كنا في هذا الزمان((للجئ إلى تصوير خضر،وهم ينفحونه العشرة قروش) وقد يأخذون بدل العشرة قروش مئة دينار من ممولين بحجة دعم خضر وفرشة أم خضر..!!)
.... لن أقول ماذا حدث لاحقا في قصة فرشة خضر(سأتابعها لاحقاً) .... ولكن ما ذكرني بقصة الجنة والعشرة قروش وفرشة خضر .... هي قصة (رحيم زايد ) وأمثالهُ مع (NGOs) الثقافة والتربية وغيرها- وأظنها قصة وطنٍ معهم.... فتلك المؤسسات، الحكومية والغير حكومية. كحكاية هؤلاء الوقحين مع فرشة خضر تماماً.
فالشلليات الحزبية والشخصية والبطون (الجرباء الشرهة) عندهم كلهم بدون استثناء، تدفعهم دائما إلى خياطة رتوق الوطن. فالحصول على دعم بالمليارات، فينشؤون مؤسسات وأحزاب، وتجمعات واتحادات.. سياسية، وثقافية وأطفال إلخ إلخ (بحجة رتق الفتق في خاصرة الوطن). ويتركون خضر وكل خضر، يرثي رتوق فرشته ويبتسم للوطن ولضيوفه وحيداً. ويظهرون التعاطف الوقح الكاذب، ليحلبوا المؤسسات الداعمة حلباً (( طبعاً هذا ينعكس على شخصيات الأفراد منهم - فيصبحون مجرد هلام قذر لا يسمن ولا يغني من جوع ) حتى لو تركوا المؤسسات. يبقى لهم عدم احترام النفس، ويبقى خضر البعيد في غرفته في مخيمه وعلى فرشته كبيراً كما هو .... ولكن، بعد كل تلك السنين، لا زال يخامرني سؤال عميق واعي، هل يدركون مقدار اححتقار خضر لهم!؟.. وهل يؤثر فيهم أحتقار خضر لهم ..!؟ أم أن الذي يجري في عروقهم ليس دم بل مصالة ..!؟.... يتبع ....) عبد الرحيم زايد
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق