القائمة الرئيسية

الصفحات

الياس خوري روائيّاً مدلّلاً في «إسرائيل

الياس خوري روائيّاً مدلّلاً في «إسرائيل»!

تحت ذرائع واهية متنوّعة، يطوّر الروائيّ والصحافيّ الياس خوري علاقته التطبيعية مع «إسرائيل»، من موقعه الراهن في نيويورك حيث يُفترض، بحسب الظاهر المعلن الذي لا يدري أحد أيّ باطن يخفي، أنه «يحاضر» في الأدب في «جامعة نيويورك» محاضر جامعيّ بلا دكتوراه! ، تارة منفتحاً على ما يسمّى بـ«اليسار الإسرائيلي»، وتارة أخرى على «المثقفين الإسرائيليين» أو «المبدعين» منهم، وطوراً على جهات تزعم السلام والانفتاح والقبول حيال العرب… لكن مع التشبّث بكامل الأرض المغتصبة والمهوّدة! أي أنّ الياس خوري، مثل مثقفين آخرين من طينته وأمثاله ممّن فرزهم يسار لبنانيّ وعربيّ عجيب، غريب «العقل الديالكتيّ» غير المفهوم، لا يلقى حرجاً في مغازلة «اليسار الإسرائيلي» جالساً في حضن الأميركي حيث يُدرّب الياس خوري وفوّاز طرابلسي وحازم صاغية وأمثالهم على التطبيع مع «إسرائيل» من قبل جهات أميركية متصهينة تصطاد بعض «مثقفينا» من ذوي النفوس الضعيفة الفاقدة مناعتها .

بالأمس، وبحسب مصادر متعدّدة، بينها الزميلتان «الأخبار» و»القدس العربي» على الموقع الإلكتروني أشارتا إلى العلاقة التطبيعية المتقدمة التي يطوّرها الياس خوري مع جهات «إسرائيلية»، صحافية أو أكاديمية، ومن آخر مآثره بحسب «الأخبار» في عدد أمس أن خوري أعطى صحيفة «هآرتس» الصهيونية حواراً بذرائع شتّى ليس أسخفها إيصال الصوت إلى العدوّ ـ يا لطيف ـ واقتحامه بالرأي في عقر داره ـ يا لطيف أيضاً! ، فيما أسهبت «القدس العربي» في شرح علاقة الياس خوري بدور النشر «الإسرائيلية» التي تترجم كتبه إلى العبريّة، بموافقته ورضاه ـ واغتباطه أيضاً، وفي ما يأتي النص الكامل الذي نعيد نشره من «القدس العربي» لأخذ العلم والخبر كاملين.

كتب وديع عواودة لـ»القدس العربي» من الناصرة: يعتبر باحث «إسرائيلي» بارز أن الكاتب والروائي الياس خوري يستحق جائزة نوبل بامتياز، واصفاً إياه بـ«ماركيز العرب» ومبدياً إعجابه بروايته «الوجوه البيضاء» التي صدرت ترجمتها للعبرية قبل أسبوع. ويقول أستاذ علم الاجتماع بروفسور يهودا شنهاف «المعادي للصهيونية»: «إن الياس خوري رجل مدهش، حكيم، صاحب نكتة وسياسي صلب يؤمن بمقاطعة «إسرائيل» من دون أن تشمل أفراداً وصحافيين»، ويتابع شنهاف الذي يدعو نفسه بـ «اليهودي ـ العربي»: «أعرف إنتاج إلياس خوري عن ظهر قلب، لكنني صادفته للمرة الأولى قبل أيام في الولايات المتحدة وسررت جداً بذلك».

وكانت جامعة نيويورك نظمت احتفالية خاصة بمشاركة الياس خوري الذي يحاضر فيها بالأدب العربي الحديث، ويهودا شنهاف وآخرين لمناسبة صدور روايته «الوجوه البضاء» بالعبرية الأسبوع المنصرم.

يؤمن شينهاف بتسوية الدولة الواحدة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، معتبراً في كتابه البارز «مصيدة الخط الأخضر» قبل أربع سنوات أن تسوية الدولتين فخ للفلسطينيين وصفقة مربحة لـ»إسرائيل» فحسب. ويدلل على مدى قوة الأدب الجيد بالإشارة إلى اختيار «باب الشمس» اسماً للقرية الفلسطينية التي بناها الشباب قبل عامين، شرق القدس، احتجاجاً على ازدياد الاستيطان والتهويد.

في الأمسية قدم شنهاف محاضرة حول «لغة العنف» في إنتاجات الياس خوري الأدبية. ويشير شنهاف، وهو يهودي من أصل عراقي من محافظة شهربان، إلى «أن الأدباء الليبراليين يخفون عادة العنف من إنتاجاتهم، لكن الياس خوري يدفعه نحو وجهك في رواياته وكتاباته من دون خجل ووجل بما في ذلك جرائم القتل والاغتصاب»، لافتاً إلى أن خوري يتميز بكتابة غنية مخبرية كالعلم، جريئة جاذبيتها كالمغناطيس، ينجح فيها بمعالجة مسائل «سياسية بأسلوب أدبي». ويضيف بنبرة الانفعال «قرأت الوجوه البيضاء قبل ترجمتها عشر مرات واكتشفت فيها أمراً جديداً في كل مرة».

رداً على سؤال حول احتمال قراءتها وهي رواية مشحونة سياسياً أيضاً، يقول إن معظم القطاعات في «إسرائيل» تتهرب من قراءة الإنتاجات العربية، كاشفاً أنه توجّه إلى أربع دور نشر لإصدار «الوجوه البيضاء» بالعبرية فتهرّبت تباعاً من الفكرة» وتابع: «واحدة من دور النشر تذرعت بالقول: هناك عنف كثير في الرواية» فقلت متودداً: «هذا واقعنا وهذا العنف من صنع في «إسرائيل» أيضاً. وفي نهاية المطاف أصدرناها عن طريق دار النشر «كيبوتس مؤحاد» … ».

يأمل شنهاف في أن يقرأ «الإسرائيليون» رواية «الوجه البيضاء» التي صدرت حتى الآن أربع مراجعات عبرية حولها، بعدد أكبر من قراء «باب الشمس»، ويضيف شنهاف: «إن «باب الشمس» المترجمة إلى العبرية قبل نحو عشر سنوات ما زالت تلقى التجاهل والتحريض في «إسرائيل». … »،

ويستذكر ما كتبه المؤرخ توم سيغف بمراجعته كتاب عن «باب الشمس» في حينه، قائلاً: «إنها تتضمن وقائع أكثر قسوة من مؤلفات بروفسور بيني موريس أبرز المؤرخين الجدد في «إسرائيل» والذي فضح جرائم الصهيونية في نكبة عام 48 بقوة»، مردفاً: «آنذاك قال سيغف إن «باب الشمس» مليئة بالخيال ووقصص عربية، في محاولة للاستخفاف بها، وقرأت بعض ما كتبه سيغف في أمسية نيويورك فضحك المشاركون مما سمعوه».

في المقابل يعتبر مثقفو اليسار في «إسرائيل» أن «باب الشمس» أهم رواية عن النكبة وأكثرها إثارة وخصباً.

يوضح شنهاف أن «باب الشمس» قد عرفّت «إسرائيل» إلى الياس خوري بعد ترجمتها لدى دار النشر «الأندلس» بواسطة المترجمة المهنية البارزة ياعيل ليرر. كما يؤكد شنهاف أن الياس خوري ابتهج بصدور روايته «الوجوه البيضاء» بالعبرية، لافتاً إلى أنه سئل خلال الندوة لماذا تكتب أدباً فقال: «لأجل نفسي وكي استوضح هويتي الشخصية». كما تصدر لالياس خوري قريباً بالعبرية رواية «رحلة غاندي الصغير» المستوحاة من وقائع الاجتياح «الإسرائيلي» للبنان عام 1982.

اترك تعليقاً

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق