مراد السوداني / الأمين العام
لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين
عن "المثقف السعيد" وظاهرة الفرجة الثقافية والرمادي المهيمن
كلما تعلق الأمر بسياق تطبيعي لدى بعض الكتاب الفلسطينيين والعرب ، تنادت مجموعة من الأسماء ،هي عينها ذاتها التي تنقل قلمها من يد ليد ، بما يفتح الأبواب الواسعة للتأويل وتعميم الالتباس،في إضاءة للهامشي المعتم في الوجدان الجماعي الفلسطيني والعربي.
نشطوا في بداية الربيع الأسود وإكراهاته واستطالاته ،وبعد حصيده المر أكل القط ألسنتهم ،
تم احتلال العراق فطبلوا للعدو ،استهدفت ليبيا فبدلا من مهاجمة الغزاة أبدعوا في مهاجمة القذافي ،استهدفت سوريا وتتوالى الهجمات الصهيونية عليها وعلى لبنان وغزة ،ولا حياة لمن تنادي، بل تجدهم يستنجدون بالغزاة ويطلبون منهم تحرير سوريا!؟
يتم تهويد القدس وفلسطين على سياق الشطب قضية ووعيا وتجدهم غارقين في صمتهم ، التطبيع العربي على رؤوس الأشهاد ولم نسمع لهم موقفاً ولم ينبسوا ببنت شفة وكأنهم في كوكب آخر .تتم شيطنة الفلسطيني وهم في صمتهم يعمهون.
أيها الكاتب النذل :مقابل ثلاثمائة دولا تنقص أو تزيد لقاء مقالة لك هنا أو هناك ،أو مكافأة لطباعة كتاب لدى برنار ليفي الثقافة العربية لا يعقل تهديم فلسطين وعواصم العرب باسم الثقافة ، مرة باسم الإنسانية ومرة تبريراً وتسويغاً والتفافاً ومداجاة ومداهنة ،ومرات يرفعون التلطي والصمت شارة للتأويل والتردي وإشاعة اليأس.
إذا لم تقدروا على نصرة حق فلسطين وثابتها وثابت الأمة فلا تنصروا الباطل ،فكيف إذا كان الباطل الاحتلال الصهيوني !؟
ما معنى أن يتقدم كاتب للعدو لترجمة كتبه ،وكأنه فتح مبين للثقافة الفلسطينية والعربية.!؟ يريدون تغيير وجهة نظر العدو ،كما فعلوا مع اليسار الإسرائيلي من قبل ،والطي انكشفت يمينيته.
وبعضهم يستجدي وبعضهم يعمل وكيلا للترجمة والثقافة القابضة.
عندما تستباح البلاد تكون الأولوية لتثبيت الهوية وتعزيز الصمود من خلال المثقف الضمير ، النقدي العضوي ،الثوري ودوره في إشعال سُرجان الأمل ومحاربة رواية العدو واستهدافه لروايتنا ووعينا،هنا الأولوية ،قلب الأولويات وحرف البوصلة هو ما يقوم به "المستطيعون بغيرهم".
وهنا أذكر برواد مهرجان القدس من الكتاب الفلسطينيين والعرب والعالم ،الذين بعد هذا الممر الإجباري فتحت لهم الأبواب للجوائز العالمية ومنهانوبل ،وكان المهرجان سنويا في معرض الكتاب في القدس الغربية برعاية بلدية القدس الغربية الاحتلالية وشمعون بيرس.
وبعض متعهدي البيانات الجماعية نجدهم يتسابقون لدى بعض المؤسسات الملغومة والجوائز العربية للركوب عليها .ضاربين عرض الحاط بفلسطين وقضيتها .
من هنا من فلسطين سيبقى كتاب وأدباء فلسطين ومعهم أحرار الأمة وعمقنا العربي على امتداده وأحرار العالم يواجهون الاحتلال وروايته وأدواته ،حتى انتصار الشهيد .
كل ثقافة لا تصدر عن موقف لا يعول عليها
كل مثقف يصمت حيث وجب الكلام ..لا يستحق صفته
وصحف الاحتلال ومنابره وترجماته لن تصنع كاتباً،ولن تقدم سوى المسوخ الذين سيلعنهم التاريخ.
هناك نخب فلسطينية وعربية تفوقت على السياسي في تقديم "إسرائيل"ونخبها كحالة طبيعة في المنطقة،وهنا مكمن الخطر.
ونؤكد :العدو الصهيوني "نقيض"وليس "آخر"،كما يحاول البعض تقديمه وأنسنته ،نحن ضد الصهيونية ولسنا ضد اليهود كديانة.فلسطين لنا وهي هي بلادنا
التي سنكتب حكايتها بالحبر الساخن ،والمثقف الجيد هو السياسي الجيد ،والسياسي الجيد هو المثقف الجيد .
لا للتطبيع بكل أشكاله ..فهو يمسح الدم عن يد القاتل.
وبالدم نكتب لفلسطين
وعاشت فلسطين حرة عربية
فلسطين المحتلة
الأربعاء:٥آذار ٢٠٢١
تعليقات
إرسال تعليق